أ. د. هيثم سرحان
الجائزة
تحقيق المخطوطات

باحث أكاديميّ وأستاذ علوم العربيّة وآدابها وحضارتها في قسم اللغة العربيّة في جامعة قطر. وعمل باحثًا زائرًا في جامعة كاليفورنيا – بيركلي،وجامعة تورنتو، وأستاذًا مساعدًا في جامعة فيلادلفيا.
للمؤلف سرحان ثلاثة كتب مؤلّفة هي: «استراتيجية التأويل الدلالي عند المعتزلة، ) »)2012 ، و »خطاب الجنس: مقاربات في الأدب العربيّ القديم، »)2010( ، و »الأنظمة السيميائية: دراسة في السّرد العربي القديم،»)2008( . وله بحوث في كتب جماعية، وعدد من الدراسات المنشورة في مجلات علمية محكّمة. علاوة على مشاركته في عدد من المؤتمرات الدولية، والندوات المحليّة والإقليميّة. وهو عضو في رابطة الكتّاب
الأردنيين، وعضو في هيئة تحرير عدد من المجلاّت.

تحقيق الرحلات أ. د. هيثم سرحان نشوة الشَّمول  في السفر إلى إسلامبول

تعتبر هذه الرحلة علامة أدبية وتاريخية وضعها أبو الثناء الألوسيّ الكاتب ومفتي بغداد في النصف الأول من القرن التاسع
عشر. وحسب السجل التاريخي للأدباء العرب في العصر الوسيط والعصور المتأخرة، فإن أبا الثناء الألوسي يمثل امتداداً طبيعيا
للمثقف الإصلاحي، وهناك من يعتبره علامةً فارقةً في السياسات الثقافيّة في العصر العثمانيّ، وهو، وفقَ هذا التوصيف،
يشكل امتداداً لمُثقّفي السلطة الأوائل بدءًا بعبد الحميد الكاتب )ت 132 ه(، وابن المقفّع )ت 142 ه(، والجاحظ )ت 255
ه(، وأبي حيّان التوحيدي )ت 414 ه(. لا سيما أنْ الألوسي ظفر بتوقير الوزير العثماني علي باشا الذي امتدّت ولايته على مدينة
بغداد إحدى عشرة سنة ) 1831 – 1842 م(، وهو ما مكنه من أن يشكل جسراً بين الإصلاحيين والسلطنة العثمانية في بداية
عهد الإصلاحات التتنظيمية، وبفعل ذلك حقق مكانة رفيعة بين مثقفي عصره في الثقافة العربية، وتهافت عليه الطّلاب
من كلّ صوب ». كما أنّ شهرته فاضت خارج بغداد وانتشر أثرها في الآفاق؛ فراسله أدباء عصره وعلماؤه من سائر الأقطار
والأمصار العربيّة والإسلاميّة، وحظي بمدح عدد من شعراء عصره.
من المهم أن نشير إلى أن هذه الرحلة التي قام بها الألوسي إلى الاستانة إنما جاءت في فترة كان قد خبا فيه نجم سعده وزالت
عنه الحظوة، فقد نزع عنه منصب الإفتاء، وبات جليس بيته يؤلف الكتب، وذلك بفعل أفعال الوشاة والحاسدين الذين اوغروا
عليه صدر السلطة العثمانية، حتى سلبوه مكانته لديها. لكن نص رحلته يجعلنا على بينة من بأس لغته ومكانته عند نفسه،
فهي نص يمكن أن يعتبر تحفة أدبية في السرد. وعلى رغم لجوء صاحبها الى فن المقامة ولغة المقامة في السرد، إلا أن لغته
رائقة وبيدة عن التكلف إلا في مال ندر. وقد استطاع أن يرسم لنا صورا قلمية بديعة عن المناظر والوقائع عبر ملاحظات حرة
وفائقة الجمال لغويا

أ. د. هيثم سرحان
غلاف الكتاب
نشوة الشَّمول في السفر إلى إسلامبول