اسامة بن سليمان الفليح
الجائزة
تحقيق المخطوطات

شاعر وكاتب من مواليد 1981
صدر له: «عدسة التاريخ « ،2015 ،» مدائن وما حولها 2017 ،» .
نشر العديد من الابحاث والمقالات ، ويهتم بالصورة التاريخية والوثيقة،
وأدب الرحلات والاستشراق ، ولديه أعمال بحيثة قيد الطبع.

 

تحقيق الرحلات اسامة بن سليمان الفليح أسفار فتح الله الصايغ
صاحب هذه اليوميات شخصية شامية رافقت أحد أشهر الرحالة المحسوبين على الفرنسيين في القرن التاسع عشر)المالطي
لاسكاريس دي فنتيميل( والتقت بلا مارتين الشاعر الفرنسي الشهير خلال زيارة قام بها الصايغ الى باريس صحبة لاسكاريس.
وقد ارتبطت هذه الشخصية الحلبية بعلاقات مهمة مع خواجات وقناصل عصره الفرنسيين بوصفه ترجمانا ومرافقا للخواجات
الذين دأبوا على زيارة بلاد الشام، في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
يمكننا من خلال هذا العمل، وكذلك من خلال عمل آخر سابق عليه مكتوب بقلم لاسكاريس عن رحلة أخرى قاما بها معا
وكان خلالها رفيقا ودليلا للاسكاريس، أن نتعرف على ملامح زمن وعلى وقائع واهتمامات وموضوعات طبعت حقبة من
النشاط الفرنسي في بلاد الشام، فالصايغ الذي عرف الغنى والفقر، ارتبط منذ نهاية العام 1809 مع لاسكارس مرافقا ودليلا
له خلال تجواله في الديار الشامية. سوريا الحالية خصوصا.
وعلى رغم ما يعتور هذه اليوميات التي دونها الصايغ بنفسه وهي تتضمن روايته الشخصية وتعكس جانبا من اخباره واهتماماته
كمثقف شعبي، فإنها تتضمن معلومات جغرافية واجتماعية ووقائع وحوادث تاريخية عايشها، واخباراً نقلها، تحتاج كلها
إلى فحص، لغياب الدقة عن بعضها، والخلل الذي يعتور بعضها، فإن هذه الصفحات تعتبر عملا قيما ونادرا كوثيقة من شاهد
عيان ينتمي إلى القرن التاسع عشر، وكدليل لشخصية مهمة لعبت دورا في التاريخ الاستعماري، وفي لحظة مهمة من لحظات
النشاط الاستشراقي الغربي.
كانت البداية بالنسبة إلى الصايغ الذي كان يجيد الفرنسية في تقديم دروس مدفوعة الاجر للرحالة المالطي، وقد شرع في
ذلك، لكن وبيسر كبير استطاع لاسكاريس، وكان ذا طبع مغامر، إقناع الصايغ المحب للتجارة والأرباح ان يمول له تجارة
تسمح للاسكاريس بالطواف متنكرا في مدن وبلدات الشام. وهكذا انطلقا من حلب إلى معرة النعمان، الى حماه، فحمص
وتدمر ودمشق، والمزيريب، وأجزاء كبيرة من البادية السورية وصولا إلى الدرعية في الصحراء العربية. من ناحية أخرى زار الصايغ
ولاسكاريس العراق وتجولا حتى بلغا حدود بلاد فارس، وقضيا في تجوالهما الذي لم يكن دائما آمنا قرابة الثلاث سنوات.
الواضح أن هذه الرحلة، كما هو الحال بالنسبة إلى أخواتها من النصوص التي كتبت ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر،
إنما دونت بلغة ركيكة يصفها الدارسون بأنها لغة وسطى لكونها تمزج بين العامية والفصحى وتسودها فوضا انشائية
وبنائية واصطلاحية. نجد الامر نفسه، وإن بدرجة أقل، لدى الياس حنا الموصلي الحلبي الأصل في سياحته الأوروبية والأميركية
في القرن السابع عشر، ونجدها، كذلك، في يوميات الأمير بشير المعني في المدونة في الفترة نفسها.
تجدر الإشارة هنا إلى أن كثيراً من الخرافات والأحكام الطائشة بحق بعض الطوائف السورية ترد هنا، وهي تحتاج عمليا إلى بحث
يفكك مصادرها ودوافعها ودلالات وجودها في النص.
وقد منحت اللجنة النص جائزة ابن بطوطة للأهمية التي يتمتع بها في فترة ندرت فيها النصوص الرحلية المشابهة.
ارتياد الآفاق

اسامة بن سليمان الفليح
غلاف الكتاب
أسفار فتح الله الصايغ
عنوان الكتاب